أخطر المجرمين: مول الموطور




ازداد عبد الحق صمهديد سنة 1966 بالشياظمة. قضى حياته بمدينة أكادير حيث إن والده كان متزوجا من امرأتين. و طلق والدته و هو جنين في بطنها. عاش مع والدته وإخوته الخمسة ببراكة بحي في حي بوتسرا، حيث كانت والدته تعيلهم من مدخولها كخادمة في البيوت... الثلاثاء 26 أبريل في 9 والربع ليلا.

انقطع الطفل عبد الحق عن الدراسة و هو في المستوى الخامس ابتدائي. فألحقته أمه بورش أحد المعلمين لتعلم حرفة النقش و تركيب الزليج. و هي الحرفة التي أتقنها و أصبحت مصدر عيشه. حيث تمكن بعد سنوات قليلة من فتح محل خاص به واقتنى دراجة نارية و أصبح يقضي الليالي في الملاهي.

ذات ليلة من عام 1994 كان في مطعم موغادور، و بعد أن سكر، أراد اصطحاب فتاة معه، لكنها رفضت و أشارت عليه بصديقتها، التي لبت طلبه بسرعة. لم يأخذها إلى مسكنه و إنما اختار قضاء الليلة معها في مكان عمله بحي بنسركاو. خلال جلسة السكر نفذت السجائر، الوقت متأخر جدا و لا مجال للحصول عليها، انزعجت الفتاة و بدأت تشتمه ، فغضب و قام بصفعها بقوة حتى سقطت على الأرض و بدأت تتقيأ ثم أغمي عليها.

لم يفلح في إيقاظها، و جلس ينتظر. انزعج كثيرا، فحمل الفتاة إلى منزله. أحضر قنينة ماء و قطعة من الحامض و حاول إنعاشها، لكن دون جدوى فقد كانت الفتاة قد فارقت الحياة. غادر عبد الحق أكادير، وبدأ يتنقل بين مدن سطات و الدار البيضاء و طنجة. استغرقت رحلة الاختفاء سنة كاملة، ثم عاد إلى أكادير بعد أن اتخذ قراره الأخير: الانتحار. اشترى قنينة "الماء القاطع" و شربها. أحس بألم فظيع، و لأنه لم يستطع التحمل بدأ بالصراخ، فتم إنقاذه

أياما قليلة، ألقى عليه رجال الدرك القبض. و حوكم بتهمة القتل و حكم عليه بعشر سنوات سجنا قضى منها ثمان سنوات وأفرج عنه في 2003. عاد إلى عمله كأجير و استقر بمنزل والدته. و في العام 2004 تزوج بابنة خالته سناء عشاق و استقر معها عند والدته، لكن الخلافات بين أمه و زوجته جعلته ينتقل إلى منزل مستقل بحي الصفراني الذي سيشهد جرائمه البشعة.

خلال التحقيق القضائي الابتدائي، نفى المتهم عن نفسه ارتكاب جريمة القتل الأولى التي ذهبت ضحيتها ميلودة العرش. و نفس الأمر ادعاه في الجريمة الثانية رغم أنه قام بتقطيع جثة الضحية. النيابة العامة أكدت على مناورة المتهم تهدف إلى التملص من جرائمه بدعوى أنه مريض نفسيا، و أكدت أن المتهم لم يسبق له وفق إفادته أنه تناول نوعا من الأقراص أو الأدوية، كما نفى عدم إصابته بأي أمراض و أنه لا يتوفر على أي شهادة طبية لأي نوع من الأمراض. المحكمة قضت على المتهم بحكم المؤبد. لكن النيابة استأنفت الحكم و حصلت على حكم الإعدام بتاريخ 30-10-2006
...