أحمد فؤاد نجم في المغرب




في الأمسية التي أحياها الشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم في الدار البيضاء، الذي ارتبط بوجدان عربي عام، استعيدت اللحظة الهاربة في الزمن كما هي، تلك اللحظة الهائلة التي كانت أغنيات، وكانت هتافا، وكانت حلما بالحال الأفضل لوطن عربي خرج بالكاد من جبة المستعمر إلى تدبير «أبناء بلدي»، وهو التدبير الذي فجر ما فجر من ثورات في فنجان ومن حلم من الانعتاق من محنة الأخ الشرير، الذي فتك بحلم الحرية وأنهى كل أمل في الديمقراطية والتقدم.


صوت أحمد فؤاد نجم انبثق من هذه اللحظة المضغوطة في التاريخ العربي المعاصر، في الوقت الذي لم تكن الجماعة التي تسلمت السلطة في مصر الناصرية قادرة على الإفلات من إغراء التمسك بالكراسي والدفاع عنها بالدم المراق.


هنا في الدار البيضاء، استعيدت اللحظة كما هي، الرجل نفسه، هو هو، ما يزال قادرا على استظهار قصائده بذات النفس الملحمي، راسما صورة الشاعر الجماهيري الذي لا يقهره تقدم العمر، وبنفس النزق الحاد، لرجل عركته التجارب، في مصر الناصرية وفي مصر السادات، وما يزال قادرا على الإدهاش حتى وإن كانت التحولات الكبيرة والجارفة قد مست كل شيء
...



المصدر: موقع مغرس